قرية كالاتشي | القرية التي ينام سكانها

قرية كالاتشي | القرية التي ينام سكانها

نقول في المثل الشعبي “النوم سلطان”، وللأمر قصة تبدو خرافية بعض الشيء، فالقصة أن رجلًا ذهب ليشتري الخبز وبعد أن اشترى رغيفًا، سار في طريقه حاملًا الرغيف، وفي ذات الوقت كانت تحدث مشاجرة بين الريح والشمس والمطر والنوم، وفي نهاية المشاجرة اتفقوا أن من يستطيع أن يأخذ الرغيف من هذا الرجل هو من سيفوز. وفشلت الريح بسبب تمسك الرجل برغيفه، وفشل المطر لأن أن الرجل خبأ الرغيف من حبات المطر، ثم جاء دور الشمس والتي سطعت بأشعتها القوية والحارقة، فازداد الرجل تمسكًا برغيف الخبز، ولم يتنازل عنه. وأخيرًا جاء دور النوم، الذي لم يستطع الرجل مقاومته، فغلبه النعاس وغرق في نوم عميق، وانفلت الرغيف من يده بسهولة، وبذلك انتصر النوم على الشمس والريح والمطر، وأصبح النوم سلطان، أي لايُرفض له أمر. هذه القصة الخرافية هي التي يرجع لها أصل المثل الشهير، وعن هذا المثل دعونا نتحدث عن القرية التي يسقط سكانها في النوم دون رغبة منهم، ودون أدنى قدرة على السيطرى على أنفسهم في نوبات نوم تستمر لأيام.  قرية “كالاتشي” الواقعة في المدينة الكازاخية “آستانا” في دولة كازاخستان، والتي يبلغ عدد سكانها 640 فرد، وفي سنة 2013  سقط فيخا عدد من المواطنين نوما، وقُدروا بثمانية أشخاص، وعندما استيقظوا لم يتذكروا شيئا بالمرة،   فكل يوم يسقط مجموعة متنوعة من سكان القرية وينامون بدون سابق إنذار، في البداية ينامون لمدة ساعتين، ثم يستيقظون، لكن بعد الحالات ظلت نائمة لأيام، ومنهم حالة  “فيكتور كازاتشينكو الذي قاد سيارته للخروج من القرية، لكنه لم يصل لأنه سقط في النوم أثناء قيادته للسيارة، وظل نائما لمدة 4 أيام، وعندما استيقظ وجد نفسه في المستشفى، ولا يعرف ما حدث له طوال الأيام الماضية.

كالاتشي

الغريب أن الناس يسقطون في النوم بسرعة شديدة وبدون سابق إنذار، فمثلا في سنة 2014، ذهب طلاب مدرسة القرية  ليوم دراسي عادي، لكنهم سقطوا في النوم جميعا، وكان كل الأطقال النائمين في القرية رأوا خيولا مجنحة وثعابين في أَسرّتهم وديدان تأكل أيديهم، الأمر تحول لكابوس مرعب، ففر نصف السكان من القرية باحثين عن ملجأ من القرية التي تحولت لمصدر خطر ولغز غامض لسكانها، فالأمر لم يقتصر على النوم، ففي بعض الحالات يعاني النائمون من هلوسات، ومشى أثناء النوم، وفقدان مؤقت للذاكرة، فينسي المرء متى نام وأين، ويصاب البعض بالدوار، وتصل بعض حالات النوم لأربع وخمس أيام متواصلة من النوم، دون أن يعرف النائم ما حدث له.  قلصت الحكومة ساعات العمل في القرية، ظنا منها إن الأمر ربما يكون سببه التعب، لكن بدأ الناس يموتون، فتحولت القرية لمصدر للرعب، وبدأ التكهن بحكايات عن إن القرية بها جن، وإن هناك قتلى في المكان تحوم أرواحهم حوله. فقررت الحكومة تفريغ المكان من سكانه، ونقلت أخر 40 أسرة لأماكن في المدينة، ليبتعدوا عن القرية التي لا نعرف تفسيرا حتى الآن لما يحدث بها، في النهاية أصبحت القرية خالية على عروشها.

  كالاتشي».. قرية ينام أهلها لأيام متواصلة منذ 4 سنوات - المصري لايت

بعد خلو القرية من السكان، جاء العلماء من كل بقاع الدولة، وبعض دول العالم، حيث وجد العلماء تركيزات عالية من مادة أول أكسيد الكربون في القرية. ماذا يعني هذا ؟ تتسبب هذه المادة في تعرض الناس للتسمم، ويأتي أول أكسيد الكربون من منجم لليورانيوم مهجور منذ الحقبة السوفيتية (أعلنت كازاخستان كجمهورية سوفييتية في 1917. جرت محاولات لتوطين السكان الرحل الذين سكنوا تاريخيا المنطقة، مما أدى إلى تعرضهم لمجاعة خلال سنوات 1931-1933). لم يتم حل المشكلة، وعاد بعض السكان لاستيطان القرية، ويتم الإبلاغ  عن حالات السقوط نوما حتى الآن، لكن قلة النسبة عن الفترة الأولى، وأوضحت الحكومة الكازاخانية في بيان رسمي أنه رغم إغلاق مناجم اليورانيوم؛ ما زال مستوى أول أكسيد الكربون مرتفعا في هواء القرية، الأمر الذي يقابله قلة نسبة الأكسجين، وهذا هو السبب الحقيقي لمرض النوم المفاجئ. 

إغلاق